بدايات
الأوبرا في ألمانيا
مثلما في
إيطاليا وفرنسا التأثيرات الأولى للدراما
الموسيقية يمكن ملاحظتها في ألمانيا قبل
ميلاد أوبرا عصر النهضة بوقت طويل.
في المسرحيات الدينية في
العصور الوسطى ومواكب البلاط الملكي
والمسرحيات التنكرية والتسلية الشعبية
للممثلين كانت هناك دوما فرصة لإدخال
اجزاء درامية يمكن إظهارها في الموسيقى.
رغم سيادة الغناء الكورالي
أيضا يمكن إيجاد الأغاني الشعبية والصولو.
ليس ممكن حقا اعتبار هذه
السوابق الموسيقية والدرامية المتواضعة
كالخطوات الأولى تجاه الأوبرا بما أن
اكتشافها دائما ابتكار عصر النهضة
الإيطالي. مع
ذلك هذه المحاولات الأولى قد تكون أعدت
ذوق ومزاج دائرة كبيرة من الناس لتمتع
الدراما الموسيقية ومهدت الطريق لهذا
الفن الجديد.
الأوبرا
الألمانية الأولى كانت عملا أبرز الفنانين
البارزين لعصرهما:
مارت أوبتز رئيس المدرسة
السياسية للشعر، والمؤلف الموسيقي هاينريش
شوتز السابق العظيم ليوهان سباستيان باخ.
المناسبة
كانت الزواج في أبريل 1627
للأميرة إلى جورج الذي كان
شهير بالروعة الخاصة في قلعة تورجاو.
ذروة الاحتفالات كانت عرض
لإحدى مسرحيات كتبها أوبتز بالألمانية
ولحنها شوتز. التراجيدية
الكوميديا لدافني، في حين النص وهي معالجة
شخصية جدا لقصيدة شهيرة كتبها رينوتشيني
بقيت، لكن لم يبقى أثرا للموسيقى.
شوتز الذي في دراساته مع
جابرييلي في البندقية اصبح مطلعا على
الأسلوب المونودي الجديد كان أحد اوائل
الموسيقيين الذين قدموها في ألمانيا.
حسب الحكم بالروعة الدرامية
للفقرات الصولو في عمله "الآلام"
الذي استمر يمكن أن يفترض
المرء بأمان أن الرسيتاتيف في دافني لابد
أنه معبر بقوة أيضا.
في حين تتبع
دافني بوضوح نموذج المونودي الإيطالي
"حكاية
الغابة المقدسة سيلويج"
لسيجموند ستادن التي عرضت
أول مرة في نورمبرج سنة 1644
تمثل محاولة أوبرالية أكثر
استقلالا القصيدة لشاعر نورمبرج هارسدورفر،
الذي علم بوضوح عن الدراما الموسيقية عند
السفر والدراسة في إيطاليا والآن يحاول
وضع روح جيرمانية في معالجاته لهذا الشكل
الفني. الحبكة
الرعوية لهارسدورفر ما زالت تعكس آثار
المسرحية الدينية للعصور الوسطى.
الحورية
سيلويج، تجسيد الروح الخالدة يبحث عنها
تروجوالت روح الغابات لكن رعاة الغنم
ينقذونها من مطاردة الشيطان.
كورس
مسرور من الملائكة يختتم الدراما بتقليد
الأخلاق المسيحية.
ستادن
كان عازف أرغن في نورمبرج الذي لم يعرف
عمليا شيئا عن الرسيتاتيف الحر وموسيقاه
جافة ارتاح من النغمات الشعبية التي
أدمجها بنجاح في الاغاني والالحان
المتكررة.
سيلويج
وراعيات الغنم تغني ادوارهم السوبرانو
والالتو وروح الغابات مخصصة للباص.
التوزيع
يبدو ثري جدا اضافة للوتريات والفلوت
والباصون ايضا الة ثيربو مدونة للحن
المصاحبة وهورن يعلن دخول تروجوالت.
لا
يجب الاعتقاد أن محاولات تورجو ونورمبرج
في الاوبرا الامانية كانت الوحيدة في هذا
الوقت الشروط الرهيبة السائدة (حرب
الثلاثين يوم كانت في المانيا9
من
الطبيعي منعت هذا الفن الجديد ان يصبح
راسخا.
لذا
يبدو مذهل انه بعد السلام بوقت قصير اخيرا
حل على اوروبا الوسطى ازدهرت الحاية
الحضارية مرة اخرى في كل الدول الالمانية
ومعها تقليد الاوبرا شكل الفن الجديد
الذي حصل اثناء هذا اعلى تقدير في ايطاليا.
واضح
تماما انه بالاتفاق مع السمة الراقية
الاصلية ازدهرت الاوبرا الالمانية في
البداية في البلاط الملكي العظيم.
عام
1631
اصبحت
الاوبرا مؤسسة دائمة في البلاط الامبريالي
في فيينا وتلتها ميونيخ سنة 1657
درسدن
عام 1662
وهانوفر
بعد هذا في الحال.
كانت
العروض رائعة وبها رفاهية فاقت بسهولة
على البندقية.
في
بلاط هذه المدن الكبيرة سادت الاوبرا
الايطالية من البداية وفيينا تولت دورا
رائدا من الترويج لاوبرا البنقدية.
سيستي
الف "التفاحة
الذهبية"
لفيينا
واستقر مؤقتا في المدينة الامبريالية
على ضفاف الدانوب.
حصته
في تطوير الاوبرا الالمانية كانت مهملة
حيث اقتصرت على الادماج في اعماله اغاني
وأريات المانية احيانا غالبا كتبها
الامبراطور ليوبولد الاول.
نصوص
الاوبرات كانت دائما بالايطالية وعادة
قدمت ترجمة المانية لمساعدة الجمهور على
فهمها.
كان الأمر
متروكا للقاعات الصغيرة مثل برونسويك
وزنيفل وألتنبرج للترويج لقضية الأوبرا
الألمانية وكان في هذه المراكز – إلى
جانب لايبزج ونورمبرج وخاصة هامبرج – أن
بدأت العروض الأوبرالية الألمانية.
في برونسويك ترجع إلى 1639
في حين أنه عام 1690
افتتح دار الأوبرا العامة
مع خمس مقصورات في الأسلوب الخاص بالبندقية.
أي شخص يمكنه الدخول ودفع
ثمن مقعد. في
وقت الاحتفال يقال للدوق الذي أراد رؤية
الأوبرا مستقرة اقتصاديا حضر على حسابه
الخاص. عرضت
العروض في المانيا.
ضمن المؤلفين الألمان
يوهان فيليب كريجر ورينهارد كايسر الذي
بدأ مشواره في برونسويك وبالأخص جورج
كاسبر شورمان لابد من ذكرهم لكن المؤلفين
الإيطاليين دائما متاحون والموهبة
الألمانية لا يمكنهم الطعن في السيادة
الإيطالية على المدى الطويل.
يوجد الكثير من المادة
النسيجية التي نبني عليها أوبرا قومية،
موضوعان من التاريخ الألماني والحياة
استخدمت بتكرار لكن موسيقيا اعتمدت هذه
الأوبرات دوما على النمط البندقي لسيسليانو
والباركارول إضافة للأريا داكابو التي
سرعان ما غطت على سواها.
الاوبرات الإيطالية احتلت
تدريجيا المزيد من البرامج وفي النهاية
سرعان ما أكملت الأعمال الألمانية.
في كل انحاء
ألمانيا الموقف شابه برونسفيك حين انحلت
الأوبرا عام 1755.
الاستثناء الكبير الوحيد
كان هامبورج حيث استمرت دار الأوبرا
الألمانية بمفردها بنجاح لأكثر من خمسين
عاما.
في كل أنحاء
ألمانيا كانت الأوبرا الإيطالية تتمتع
بنجاحا هائلا. البلاط
الفيناوي علق لنفسه كل الموسيقيين الرواد
للمدرسة النابولية من سكارلاتي حتى تريتا
خلال الحصول على التكليف منهم بكتابة
أوبرات ودرسدن احتفظت بيوهان ا{ولف
هاسة لمدة طويلة. هاسه
كان ألماني بالمولد الذي كرم الإيطاليين
عن حق كعضو عظيم في المدرسة النابولية
وأطلق عليهم وصف الساكسوني العزيز.
فقط كتب للنصوص الإيطالية
ونمط التعبير الموسيقي هو الركوكو الإيطالي
البحث، تحت حكمه كانت درسدن لسنوات طويلة
أكثر نصير لامع للاوبرا النابولية.
في ميونيخ وفي شتوتجارت
حيث عمل جوميلي العظيم في بلاط كارل يوجين
الذي يحب البذخ لم يكن الموقف مختلف.
في عام 1740
أخيرا حصلت برلين على دار
اوبرا خاص بها، بناه فريدريك الكبير في
ليندن. حقيقي
أن المؤلفين الألمان أمثال كارل هاينريش
جرون وجورج بندا والمطربين الألمان
المشهورين أمثال مدام شيملنج عملوا هناك
لكن التقليد الإيطالي حكم اللغة والموسيقى
بالكامل منذ البداية.
نفس الشيء حدث في كل البلدان
الألمانية الأخرى وفي بلاط أصغر مثل
بايرويت مثلا حيث شيد مسرح صغير ساحر
استمر حتى يومنا هذا في شكله الأصلي.
في كل مكان استشعرت الأوبرا
النابولية ببريقها وسطحيتها وتركيزها
على التأثيرات الخارجية.
محاولات
لكتابة أوبرا ألمانية أيضا ازدهرت هنا
وهناك في جنوب ألمانيا مثلا في دورلاتي
في بادن حيث حاول كايسر إثبات نفسه اختفت
منذ البداية. مع انهيار محاولة هامبرج،
حظ الأوبرا الألمانية اختفى
مؤقتا وتقريبا مر قرن قبل ظهور الأوبرا
الألمانية الهامة بحق مرة أخرى.
هاندل
والأوبرا الألمانية
من المدهش
أنه في إنجلترا حيث في القرن السادس عشر
وصل الأسلوب البوليفوني لذروته وحيث
يتوقع من المرء أن يجد ارتباط محافظ لهذا
التقليد الثري، أدخل الأسلوب المونودي
الجديد في إيطاليا في الحال واكتسب شعبية
بسرعة كبيرة. نسخ
من بحث كاتشيني الأساسي، الموسيقى الجديدة
يمكن إيجاده في إنجلترا.
حتى قبل طباعته في 1602
وقبل بداية القرن كان
الأسلوب الجديد له أثرا محفزا.
في البداية لم يكن هناك
تفكير في تأليف أوبرات كاملة لكن من
الاغاني الصولو والأناشيد مع االرسيتاتيف
والكورس تطورت المصاحبة الموسيقية
المنودية للحفلات التنكرية القصيرة،
التي تعتبر أول مراحل الشكل الأوضح
للاوبرا. نحو
منتصف القرن العديد من العروض الأوبرالية
الهامة جرت في لندن بما في ذلك واحدة
بعنوان زواج بريتانيا من المحيط لكن لسوء
الحظ لم يتبقى شيء من موسيقى هذه الأمثلة
الأولى من الأوبرا الإنجليزية.
في نحو نفس
الوقت فرقة أوبرا من البندقية زارت إنجلترا
وقدمت بعض العروض في البلاط الإنجليزي
التي جددت الاهتمام في هذا الشكل الفني.
التأثيرات الفرنسية أيضا
زكت أثرها وذهب كامبرت الذي طرده لولي من
باريس للعلم في لندن عام 1672
حيث مكث هناك حتى وفاته
بعد ذلك بخمس سنواته.
هنري بورسيل
هنري بورسيل
المعترف به كأول مؤلف إنجليزي هام قاد
النهوض السريع للأوبرا في إنجلترا.
أوبراه دايدو وأنييس تعتمد
بقدر كبير على الكورس حيث تتبع الفلورنسيين
اسلوبيا عكس الأسلوب السائد وقتها للأوبرا
البندقية. كورس
بورسيل قوي ومميز للغاية وأثره الدرامي
في الغالب يؤثر على تطور الحبكة.
لسوء الحظ
كانت دايدو وأنييس الأوبرا الوحيدة
الأصلية لبورسيل رغم أن هذا المؤلف غزير
الإنتاج كتب أكثر من أربعين عملا موسيقيا
للمسرح بعضها مكثف بشدة حتى يمكن تقريبا
تسميتها أوبرات مع حوار منطوق.
على الأرجح أهم هذه كانت
الملك آرثر التي كتبها جون درايدن والملكة
الحورية الماخوذة عن حلم ليلة صيف لشكسبير.
وفاة بورسيل
المبكرة وضعت حدا لهذه التطورات الهامة.
كان شخصية فريدة لا يمكن
إيجاد خليفة لها ولم يؤسس أي مدرسة مع
وفاته توقف تطور الأوبرا القومية الإنجليزية
مؤقتا.
جورج فريدريك هاندل
بعد 15 سنة وصل جورج فريدريك هاندل في الساحة الموسيقية للندن، تطلعات نحو أوبرا قومية إنجليزية أغفلت بالفعل وهنا، مثلما في مكان آخر، أوبرا نابولية أصبح أعلى. كان ينطبق على العصر أن أكثر المعارف الطموحة على الأوبرا الإيطالية
لابد شنها في لندن البطولية حول شخص المؤلف الألماني هاندل.
جاء هاندل إلى لندن عام 1710، وبعيدا عن بعض فترات الغياب القصيرة ظل هناك حتى وفاته. قدرته الإبداعية كانت دوما تعني بالأوبرا، ورغم تدريبه في هامبورج ورداء بورسيل الذي يمكنه توليه في لندن، هاندل ظل مخلصا للتقليد النابولي - حقا مع عبقريته، كان في أكثر أهم مناصر له. لم يكن هاندل مصلحا، كان راض أن يطور ويجيد أشكال التعبير الموجودة، وفي الكثير من أوبراته (كتب تقريبا 40 أوبرا إجمالا) نجد كل خواص النابوليين: نصوص لمايستوزو ومقلديه وافتتاحيات نموذجية وآريات داكابو. لكن الشكل الذي أصبح صارما بالتدريج في أيدي المؤلفين النابوليين الآخرين أصبح صارما في أيدي مؤلفين نابوليين آخرين، لاقى حماسا ونشاطا متجددا من هاندل حتى أن نمطية هذه الأوبرات التي كانت في الواقع لا تزال مجرد سلسلة آريات، أغفلت تماما. إحياء أوبرات مستقلة لهاندل، نصوصها على الأقل لحد ما تتفق مع الشروط الدرامية الحديثة، ثبت أنها جديرة. الروعة التي تميز الباروك التي تنتمي لشخصية هاندل مثلما لفنه، أضفت على أوبراته هذا العنصر البطولي الذي يميز عظمته. عند التعبير عن الشغف الحقيقي والعواطف القوية، كتب ألحانا راقية لنبل مثير ومقنع.
جورج فريدريك هاندل
بعد 15 سنة وصل جورج فريدريك هاندل في الساحة الموسيقية للندن، تطلعات نحو أوبرا قومية إنجليزية أغفلت بالفعل وهنا، مثلما في مكان آخر، أوبرا نابولية أصبح أعلى. كان ينطبق على العصر أن أكثر المعارف الطموحة على الأوبرا الإيطالية
لابد شنها في لندن البطولية حول شخص المؤلف الألماني هاندل.
جاء هاندل إلى لندن عام 1710، وبعيدا عن بعض فترات الغياب القصيرة ظل هناك حتى وفاته. قدرته الإبداعية كانت دوما تعني بالأوبرا، ورغم تدريبه في هامبورج ورداء بورسيل الذي يمكنه توليه في لندن، هاندل ظل مخلصا للتقليد النابولي - حقا مع عبقريته، كان في أكثر أهم مناصر له. لم يكن هاندل مصلحا، كان راض أن يطور ويجيد أشكال التعبير الموجودة، وفي الكثير من أوبراته (كتب تقريبا 40 أوبرا إجمالا) نجد كل خواص النابوليين: نصوص لمايستوزو ومقلديه وافتتاحيات نموذجية وآريات داكابو. لكن الشكل الذي أصبح صارما بالتدريج في أيدي المؤلفين النابوليين الآخرين أصبح صارما في أيدي مؤلفين نابوليين آخرين، لاقى حماسا ونشاطا متجددا من هاندل حتى أن نمطية هذه الأوبرات التي كانت في الواقع لا تزال مجرد سلسلة آريات، أغفلت تماما. إحياء أوبرات مستقلة لهاندل، نصوصها على الأقل لحد ما تتفق مع الشروط الدرامية الحديثة، ثبت أنها جديرة. الروعة التي تميز الباروك التي تنتمي لشخصية هاندل مثلما لفنه، أضفت على أوبراته هذا العنصر البطولي الذي يميز عظمته. عند التعبير عن الشغف الحقيقي والعواطف القوية، كتب ألحانا راقية لنبل مثير ومقنع.
شهير بشكل خاص آرياته
ذات الآهات النبيلة واللارجو
الساحر مثلا ما زال شهير "أوه
دعني أبكي" من
"رينالدو"،
أول أوبرا له في لندن، أو حتى الآريا
الأشهر ombra mai fu،
المعروفة بشكل أفضل باسم "لارجو"
هاندل، من أوبرا "سيرس"،
التي منذ عرضها الأول دائما أسعدت الجماهير
في حماس.
كان هاندل
ناجحا بنفس القدر في تقديم تعبير موسيقى
للمشاهد الساحرة للطبيعة في أوبراته.
هذا الجانب من فنه أثار
الإعجاب دون تحفظ لمعاصريه وما زال مبهرا
اليوم. العقبات
الوحيدة لإحياء العرض الحديث لأوبرات
هاندل غالبا الليبريتو الغبي وغير المنطقي
في الغالب (لكنه
ليس أسوأ من بعض أوبرات فيردي)
والنمطية الصارمة للشكل
الكلي. إذا
أراد المرء الاستمتاع بالموسيقى الرائعة
لأقصى حد، لابد تناولها في إطار تاريخي
في الذهن وتذكر أن مؤلفها طور بشكل رائع
الأسلوب الفني لعصره.
متبعا نمط
الأوبرا النابولية، الآيات تتبع بعضها
في تلاحق قريب في "روديلندا"؛
الاستثناء هو دويتو غرامي عظيم في نهاية
الفصل الثاني، وهي ذروة هامة في العمل
دراميا وموسيقيا.
الرسيتاتيف المتصل غالبا
ذات قوة درامية هائلة.
مشهد السجن، حيث يحافظ على
السرعة الصادمة، مثال على البناء المبهر
لعمل هاندل accompagnati.
أشهر لحن كان غناه بيرتاريدو
(أننت
منزعجة؟ الموسيقى ستهدئك)
التي أثارت الإثارة العنيفة
حين غناها المخصي سنسينو.
يوجد تقريبا
أحداث مفرطة في عمل "جيليو
سيزار" والتغير
المستمر للحظ في الحكاية مربك.
ثراء الأحداث الدرامية
يؤكده الرسيتاتيف ذو القوة المعبرة بشكل
خاص، والمشاهد المتنوعة مشيدة بشكل مبهر.
أجمل الآريات هي لكليوباترا،
خاصة الآريا Tu la mia
stella sei في زمن 6/8،
الذي يغمره الإثارة، والأغنية الجميلة
V'adoro, pupille التي
تتميز بالسحر اللانهائي.
بعد عامين من
عمل "جيليو
سيزار" أصبح
هاندل مواطنا إنجليزيا وأثناء العقد
التالي تلت أوبرا الأخرى، بما في ذلك
"أدمينو"
و"سيرو"
و"بارتينوب"
و"إيزيو"
و"أورلاندو"
و"أرجودانتي"
و"ألسينا".
في "ألسينا"
القوة الدرامية لدى هاندل
في ذروتها. الآريات
قوية بشكل خاص والشخص الأساسي في الأوبرا
الجادة أصبح من لحم ودم.
أي إنتاج يتجاهل هذه الحقائق
ويحاول تحويل "ألسينا"
إلى تسلية غالية كما فعل
زيفريلي في إنتاجه في لندن سنة 62،
مصمم أصلا لجمهور إيطالي حديث، لا يفهم
هاندل فعلا ويضره.
بفضل هاندل، انتقلت لندن
إلى مركز الحياة الموسيقية
الأوروبية لعدة عقود.
نتيجة وجوده، كان هناك
أكثر المعارك العنيفة والحاسمة للسيادة
بين الجراند أوبرا الإيطالية الجادة،
والأوبرا الجادة والأوبرا كوميك –
"الأوبرا
الهزلية". وأصبح
هاندل شهيرا ليس فقط كمؤلف أوبرالي لكن
أيضا كمايسترو، وفي النهاية كمتعهد حفلات
مستقل أيضا.
عام 1719
الأكاديمية الملكية
الموسيقية (ليس
المؤسسة التعليمية)
لكن الاسم المقدم لمؤسسة
أوبرالية دامت من 1720-1728
تأسست في لندن ودوامها
مضمون باشتراكات ومعاهدات من الملك واعضاء
الأرستقراطية. القيادة
الفنية قدمت لهاندل، الذي ذهب لدرسدن
وداسلدورف لتعيين فرقة مناسبة من المطربين
الإيطاليين للموسم التالي.
عكس الأكاديمية باريس، مع
الطموحات القومية القوية، لا توجد هذه
الأهداف في نظيرتها لندن.
أراد هاندل أن يظهر اهالي
لندن الأوبرا الإيطالية في امتيازها،
ولهذه الغاية ركز على العروض الموسيقية
المصقولة. لم
يكن في أي مكان هذه الجدية وهذا الشعور
العميق بالمسئولية الفنية ظهرت مثلما في
لندن بقيادة هاندل. بالنسبة
للمشاهد كانت أوبرا بلاط فيينا لا تنافس
في البحث عن الروعة رغم أن هذا حقق العجائب
في هذا الاتجاه أيضا.
لكن موسيقيا كانت مؤسسة
هاندل لا تضاهى، وتضمنت فرق من أبرز
المطربين الأوروبيين:
كاتزوني وبوردوني والمخصى
سنسيني وفارنيلي.
كمؤلفها الأساسي هاندل
عين جيوفاني بنونتشيني، الذي كان مشهورا
بشكل خاص في إيطاليا، والذي كانت أوبراته
بنفس شهرة أوبرات هاندل.
لكن رغم هذا المجد المؤكد
والنجاح الجماهيري العريض، أخطر عدو
للأوبرا الجادة ظهر في لندن نفسها.
كان هناك نقد
عام كثير بالفعل الأوبرا النابولية، وكان
فقط أسهل من اللازم احتقار الإفراط السخيف
لما كان هوس في الواضح.
لكن حيث الكتابات مثل
السخرية الشهيرة "المسرح
التقليدي" التي
كتبها عام 1720 بنديتو
مارتشيللو، أضافت المزيد للشعبية من عدم
استحسان الأوبرا التي سخروا منها، لم
تسترد الأوبرا الجادة مكانتها أبدا
بالكامل من الصدمة الموجهة لها من "أوبرا
الشحاذ".